من هو الملك المظفر هو سيف من سيوف الله
هو سيف الدين قُطُز محمود بن ممدود بن خوارزم شاه و أحد أعظم ملوك مصر عبر التاريخ وليس مصر فقط بل من أهم حكموا في التاريخ .
حياة الملك المظفر لم تكن سهلة بل عاني الكثير فالأميرمحمود ابن أحد أمراء الدولة الخوارزميّة الإسلاميّة فهو ابن عم السلطان جلال الدين خوارزم شاه سلطان الدولة الخوارزمية وزوج أخته.
نشأ قطز نشأة الأمراء وتدرب على فنون القتال على يد خاله.
والدولة الخوارزميّة الإسلاميّة قد لقات الكثير من المعاناة من قِبل التّتار، حيث تصدّت الدولة الخوارزمية للتّتار في عدّة وقائع، وتمكّنت من التغلّب عليهم، ولكنّها في نهاية الأمر لم تستطع ذلك، ثمّ طلب أمير البلاد السيد جلال الدّين بن خوارزم من النساء والاطفال الذّهاب إلى الهند حتى لا يقعوا في أسر التتار، ولكنّهم تعرّضوا لقُطّاع الطرق المغوليّين، حيث قتلوا منهم ما قتلوا من الرّجال والنّساء والأطفال، بالإضافة إلى سرقة أموالهم، ومن الجدير بالذّكر أنّه لم ينجُ منهم إلّا القليل الذين كان من بينهم قطز.
ولقب قطز هو اسم أطلقه التتار عليه حيث قاومهم بشراسة خلال اختطافهم وبيعهم إياه وهو صغير، ومعنى قطز باللغة المغولية (الكلب الشرس).، وبعد سقوط الدولة الخوارزمية بِيع مملوكًا في الشام، ثم انتقل لمصر وبِيع مملوكًا للملك الصالح نجم الدين أيوب آخر ملوك الدولة الأيوبية، فتعلم فنون القتال والخطط الحربية في مدارس المماليك، وشارك جيش الملك الصالح في صد الحملة الصليبية السابعة، وتحقيق الانتصار في معركة المنصورة عام 648 هـ الموافق 1250. تدرّج قطز في ترتيب السلطة حتى كان يوم السبت 24 ذو القعدة 657 هـ الموافق 11 نوفمبر 1259 عندما نُصّب ثالث سلاطين مماليك مصر ليكون أعظم وأهم حكام مصر والعالم الإسلامي و أعظهم علي مر التاريخ.
وكيف لا يكون الملك المظفر أعظم من حكم مصر والعالم الإسلامي فهو مُحرر القدس من التتار و قاهر التتار معركة عين جالوت ومعركة عين جالوت تعتبر المعركة الأهم في التاريخ الإسلامي فكانت معرطة عبن جالوت تعتبر هي المعركة النهائية والفاصلة في التاريخ الإسلامي؛ إذ استطاع جيش المماليك بقيادة سيف الدين قطز إلحاق أول هزيمة قاسية بجيش المغول بقيادة كتبغا. وقعت المعركة بعد انتكاسات مريرة لدول ومدن العالم الإسلامي، حيث سقطت الدولة الخورازمية بيد المغول ثم تبعها سقوط بغداد بعد حصار دام أياماً فاستبيحت المدينة وقُتل الخليفة المستعصم بالله فسقطت معه الخلافة العباسية، ثم تبع ذلك سقوط جميع مدن الشام وفلسطين وخضعت لهولاكو، كانت مصر في تلك الفترة تئِنُّ من الصراعات الداخلية والتي انتهت باعتلاء سيف الدين قطز عرش مصر سنة 657 هـ / 1259 سلطانا لمماليك مصر. فبدأ بالتحضير لمواجهة التتار، فقام بترتيب البيت الداخلي لمصر وقمع ثورات الطامعين بالحكم، ثم أصدر عفواً عاماً عن المماليك الهاربين من مصر بعد مقتل فارس الدين أقطاي بمن فيهم بيبرس، ثم طلب من العز بن عبد السلام إصدار فتوى تُشرع له جمع الضرائب على سكان مصر بعد أن واجهته أزمة اقتصادية عجز من خلالها عن تجهيز الجيش، وكان له ما أراد وأصدر العز بن عبد السلام فتوى تجيز جمع الضرائب بشروطٍ خاصة ومحددة، ما إن انتهى قطز من تجهيز الجيش حتى سار به من منطقة الصالحية شرق مصر حتى وصل إلى سهل عين جالوت الذي يقع تقريباً بين مدينة بيسان شمالاً ومدينة نابلس جنوباً في فلسطين، وفيها تواجه الجيشان الإسلامي والمغولي، وكانت الغلبة للمسلمين، واستطاع الآلاف من المغول الهرب من المعركة واتجهوا قرب بيسان، وعندها وقعت المعركة الحاسمة وانتصر المسلمون انتصاراً عظيماً، وأُبيد جيش المغول بأكمله.كان لمعركة عين جالوت أثراً عظيماً في تغيير موازين القوة بين القوى العظمى المتصارعة في منطقة الشام .
وعلى الرّغم من أنّ فترة حكمه لم تتجاوز العام، إلّا أنّه كان من أبرز وأهمّ ملوك دولة المماليك آنذاك،ومن أهم ملوك العالم الإسلامي فقد كان مؤمناً، وخاشعاً، وزاهداً، وعفيفاً، بالإضافة إلى مهارته، وكفاءته، وإخلاصه، وصدقه، وتضحيته، وجهاده، وصبره، ومصابرته، وتواضعه، وحلمه، فقد كان رجلاً مجدّداً بكلّ معنى الكلمة.
مقتل الملك المظفر
وكان مقتل الملك القائد المجاهد المظفّر سيف الدّين قطز في يوم السبت 16 ذو القعدة 658 هـ الموافق 22 أكتوبر 1260، وذلك بعد انتصاره العظيم في معركة عين جالوت، الذي أعدّت مصر بسببه احتفالاً عظيماً، فجهّزت لذلك، وعُلّقت الزينة، ثمّ انتظر الشعب عودة الملك المظفّر بحفاوةٍ كبيرةٍ، ولكنه بقي في بلدة القصير مع بعض رجاله.
في تلك الأثناء تفاقم الوضع بين الأمير ركن الدّين بيبرس والسيد قطز، فباشر بالتخطيط ضدّه، حيث اتفق الظاهر بيبرس مع الأمير سيف الدّين الرشيديّ، والأمير سيف الدّين بهادر المعزيّ، والأمير بدر الدّين بكتوت المعزيّ، والأمير سيف الدّين بيدغان الركنيّ، والأمير سيف الدّين بلبان الهارونيّ، بالإضافة إلى الأمير بدر الدّين أنس الأصبهانيّ، وبينما كان السيد قطز في القصير قصد طريقه للّصيد، وبعد الانتهاء توجّه إلى الدّهليز، حيث تصدّى له الأمراء فيه، فأقدم أحدهم على ضربه بالسيف، وأسقطه آخر عن فرسه، ثمّ رماه آخر بسهم، وهكذا تعاون الظاهر بيبرس وأمراؤه على قتل قطز، وقد ذُكر أنّه أول من ضربه، لذلك تسلّم بيبرس الحكم من بعده، وهكذا ترسخ المبدأ أنّ الحكم لمن يغلب.
رحم الله الملك المظفر
تعليقات
إرسال تعليق