يوم عاشوراء عند اليهود
فهو اليوم الذي أنجى الله -تعالى- فيه نبيّه موسى -عليه السّلام- من فرعون، حيث أغرق فرعون في البحر ونجى موسى -عليه السّلام- ومن آمن معه، ولم يكن فرعون هيّناً أو عاديّاً؛ حيث نصّب
نفسه إلهاً لبني إسرائيل واستعبدهم واستحيا نساءهم وقتل أطفالهم؛ حِرصاً على دوام حكمه.
ولقد قدس اليهود ذلك اليوم و وكانت النساء يلبسن الحليّ والجميل من اللباس احتفالاً وابتهاجاً
ويبدأ اليهود صيامه قبل غروب الشمس بنحو ربع ساعة إلى ما بعد غروب الشمس في اليوم التالي بنحو ربع ساعة، فهو لا يزيد بحال عن خمس وعشرين ساعة متتالية، وهو عاشوراء اليهود
ويعتبر اليهود يوم عاشوراء، من الأيام المقدسة لديهم؛ لاعتقادهم بأنه اليوم الذي بدأت فيه الخليقة، وهو يوم العاشر من شهر "تشرى" العبري، ويسمونه يوم عاشور، أو "كيبور"، أي يوم الكفارة، زاعمين أنه لم يفرض عليهم من الصيام، إلا هذا اليوم وأما الأيام الأخرى التي يصومونها فيعتقدون أن صيامهم فيها نافلة
يوم عاشوراء عند النصاري
صام النّصارى يوم عاشوراء، ولا شكّ أنّ عيسى -عليه السّلام- جاء بما جاء به موسى -عليه السّلام- ومُكمّلاً له، فتشابهت الأحكام والشرائع بين الإنجيل والتّوراة، فكان من بينها أنّ النّصارى عظّموا عاشوراء وصاموه.
يوم عاشوراء قبل الإسلام
فكانت قبيلة قريش التي كانت تعبد الأوثان أقرّوا بصيام يوم عاشوراء فصاموه وعظّموه، ايمانا منهم بأن نبي الله نوح كان يصوم به وأنه اليوم الذي رست فيه سفينته
ورُوي عن عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كانت قريشٌ تصومُ عاشوراءَ في الجاهليةِ، وكان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يصومُه)، فربّما أنّ قبيلة قريش وصلتها أخبار من القبائل التي قبلهم بفضل يوم عاشوراء فعظّموه وقدّسوه رغم جاهليّتهم، ورُوي أنّ قريشاً أذنبت ذنباً كبيراً ذات مرّة فأُثقل عليها الذّنب فصامت يوم عاشوراء لتكفير الذّنب.
يوم عاشوراء عند المسلمين
لمّا هاجر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنوّرة وعَلِم أنّ اليهود يصومون يوم عاشوراء فَرحاً وابتهاجاً بنجاة نبيّهم من فرعون في ذلك اليوم، فقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ المسلمين أحقّ بموسى -عليه السّلام- من اليهود، فنوى صيام يوم عاشوراء وحثّ الصّحابة -رضي الله عنهم- على صِيامه، فأرسل في صباح يوم عاشوراء إلى القُرى التي حول المدينة المنوّرة قائلاً لهم: (من كان أصبح صائماً فلْيُتمَّ صومَه، ومن كان أصبح مُفطِراً فلْيُتمَّ بقيةَ يومِهِ)، فصام الصّحابة بعد ذلك يوم عاشوراء وعلّموا أولادهم أيضاً، ورُوي عن الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- نيّته في صيام يوميّ التاسع والعاشر من محرّم؛ ليخالف اليهود ولا يتشبّه بهم، وورد في فضل صيام عاشوراء عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (صيامُ يومِ عرفةَ؛ أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه والسنةَ التي بعده، وصيامُ يومِ عاشوراءَ؛ أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه)
تعليقات
إرسال تعليق